يمنات – BBC نشرت صحيفة الغارديان مقالا للصحافي مارتن تشولوف من بيروت حول ما تواجهه السعودية من صعوبة في الحفاظ على أسعار الوقود منخفضة لمواطنيها. و قال الكاتب إن الأنظمة القمعية في العالم العربي ارتعدت بعد الثورات الشعبية التي اطاحت بالنظامين الاستبداديين في مصر وتونس. وإن أكثر المرتعدين كان السعودية، وهو ما دفعها إلى مساعدة مصر في استعادة الدولة البوليسية، على حد قول الكاتب. و أشار الكاتب أن السعودية الآن تواجه صعوبة أخرى اقتصادية، وإن خبر بيع الحكومة سندات بقيمة نحو 27 مليار دولار هذا الأسبوع دليل على ذلك. و يضيف الكاتب أن انخفاض أسعار النفط، والذي يعتقد أنه لن يرتفع قبل عامين، قد ترك آثاره على السعودية. فقد انخفض الاحتياطي المالي بنحو 100 مليار دولار خلال عام، بالإضافة إلى الكلفة العالية للحرب السعودية في اليمن وكلفة محاولات السعودية ضم أطراف إلى تحالفها هناك. و يرى الكاتب أن العائلة الحاكمة في السعودية استخدمت رأس مالها لتقود حربا على نفوذ إيران التي تستعيد عافيتها، وتفوز في معركة النفوذ عبر حلفائها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. و ينقل الكاتب عن أحد مسؤولي المخابرات، لم يسمه، القول إن السعوديين يشعرون أن الأمريكيين قد بدلوا مواقفهم في المنطقة، لكن السعوديين إذا انصرفت أنظارهم عن الجبهة الداخلية فسوف ينتهون. و يخشى صناع القرار في السعودية أن يتحول الشباب، إذا رأى أن الدولة لا تقدم لهم ما يريدون، إلى التطرف وأن يجد في الدولة الإسلامية بديلا. و يرى الكاتب أن الجبهة الداخلية أصبحت مصدرا للقلق أكثر من إيران، خاصة بعد انضمام ما يصل إلى 2000 سعودي إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال الأعوام الثلاثة الماضية. كما أن هناك خشية في بعض الدوائر في السعودية من أن تراجع النفوذ السعودي لصالح إيران، قد يستغله تنظيم “الدولة الإسلامية” في تحديه لشرعية الحكام في السعودية. إلا أن الكاتب يقول إن هناك بعض المحللين الذين يرون أن تأثير التراجع الاقتصادي سيكون محدودا. و ينقل الكاتب رأي الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الذي يقول إن الناس يتوجهون إلى الجهاد لأسباب هي في الأساس عقائدية وإن الأسباب الاقتصادية في مؤخرة الأسباب التي تدفع الناس إلى الجهاد. و ينهي الكاتب مقاله برأي لأكاديمي سعودي لا يذكر اسمه فحواه أن السعودية تقاتل لأول مرة على جبهتين داخلية وخارجية وكلاهما يمثل خطرا.